لا شيء يجابه النسيان ويصمد ضد المحو والزمن سوى الوثائق، والصورة هي الأكثر برهاناً على الحقيقة، مهما حاولت مغامرات الفوتوشوب أن تشوه هذه الحقيقة أو تتلاعب بها، ومعرض الفوتوغرافي الراحل علي آل محيف تجربة عميقة وبديعة مع تحولات الزمن وملامح الوجوه؛ لأنها عاصرت مرحلة من أهم مراحل تطور المملكة العربية السعودية على الإطلاق بعد مرحلة التأسيس والتوحيد.
وذلك لأنه سجل على مدى 50 عاماً وفي 50000 صورة كل مظاهر الحياة وبشتى أشكالها من وجوه الناس إلى تحولات المكان، وهذه الحالات الجمالية التي وثقها بدقة عظيمة وإحساس رائع هي التي شكلت ذاكرة الناس من أبناء مجتمعه كما شكلت القفزة الحضارية التي شهدتها المملكة من ذلك الوقت وحتى الآن.
الفوتوغرافي الراحل آل محيف الذي بدأ هذه المهمة الكبيرة والتي تمثلت بجمع الصور انطلقت في البداية البكر بدافع الهواية عندما كان عمره حوالى الثامنة عشرة وذلك بشراء كاميرا من البحرين، ولكنها تحولت مع الوقت وتراكم الصور واحتشاد الوجوه إلى معرض كبير يحمي ذاكرة المكان من المحو ويحرس ذاكرة الناس من الضياع وكأنه يسجل في كتاب الزمن 50 عاماً من عمر هذا الوطن وهذه المنطقة وهؤلاء الناس. ولم يكتفِ بالموهبة والخبرات المتراكمة في تنمية موهبته، بل دعم هذه الموهبة بخبرات خارجية إذ ابتعث لأمريكا وألمانيا كما أنه أخذ دورات داخلية خلال فترة عمله في أرامكو. وتتنوع وتتعدد صور معرض آل محيف فبعضها يظهر فيها ملوك وأمراء المملكة خلال زياراتهم للمنطقة الشرقية، والتقطتهم كاميرا آل محيف حين كان مصوراً في شركة أرامكو بينما تشكلت بقية صور المعرض على أبناء المنطقة والعاملين في الشركة منذ بداياتها، إضافة إلى صور المناسبات الحافلة التي شهدتها أرامكو أو المنطقة. وبعد رحيل الفوتوغرافي آل محيف تصدى أبناؤه لمهمة أرشفة هذا الإرث الضخم والمشاركة ببعض مقتنياته في المناسبات المحلية، ويساهم نجيب السيهاتي بأرشفة الصور إلكترونياً ونقل المعرض إلى المهرجانات والمناسبات الوطنية وحفلات المدارس لإيصال صور المعرض وذاكرته إلى كل الأجيال. وفي تاريخ هذا المعرض الكثير من المواقف ويروي السيهاتي أنه في مرة من المرات تفاجأت إحدى السيدات بصورة لجدها لم تكن تملك أي صورة له وكانت مفاجأة سعيدة ومذهلة لها.
وقد رصد المخرج السعودي عبدالجليل ناصر تاريخ وجماليات هذا المتحف أو المعرض الخمسيني للزمن في فيلمه «خمسون ألف صورة» الذي شارك فيه كل من تركي الجلال وناصر المبارك وسناء يونس من خلال حكاية شاب يلجأ إلى العم علي، للتفتيش عن صورة لوالده الذي فارق الدنيا، عندما كان صغيراً، أملاً بالعثور على صورة تمكنه من رسم ملامح والده في رأسه، وذلك بعد أن فقدت أمه كافة الصور التي أتلفت على يد أحدهم، متبعاً بذلك فتوى «تحريم الصور واقتنائها»، التي أطلت برأسها في مطلع الثمانينات، لتغير الكثير من المشهد العام، إذ أفقدت الكثير من الناس ذاكرتهم، بعد تخلصهم من أرشيفهم المصور.
السيهاتي: نسعى لتوسيع نطاق المتحف
كشف نجيب السيهاتي أن الفكرة نشأت في رأسه بعد مشاهدة الراحل للموظفين الأمريكيين في شركة أرامكو وهم يوثقون لحظاتهم عبر التصوير بالكاميرا، مؤكداً أنهم مع أبناء الراحل يسعون الآن لتوسعة نطاق المعرض ليشمل ذاكرة المملكة وليس المنطقة الشرقية وحسب، من خلال جمع الصور والتواصل مع المصورين لدعمنا بكل الصور التي لديهم.واختتم السيهاتي حديثه لـ«عكاظ» بإعلان أمنية القائمين على المعرض بالحصول على دعم هيئة السياحة في المملكة والموافقة على جعله متحفاً رسمياً.
وذلك لأنه سجل على مدى 50 عاماً وفي 50000 صورة كل مظاهر الحياة وبشتى أشكالها من وجوه الناس إلى تحولات المكان، وهذه الحالات الجمالية التي وثقها بدقة عظيمة وإحساس رائع هي التي شكلت ذاكرة الناس من أبناء مجتمعه كما شكلت القفزة الحضارية التي شهدتها المملكة من ذلك الوقت وحتى الآن.
الفوتوغرافي الراحل آل محيف الذي بدأ هذه المهمة الكبيرة والتي تمثلت بجمع الصور انطلقت في البداية البكر بدافع الهواية عندما كان عمره حوالى الثامنة عشرة وذلك بشراء كاميرا من البحرين، ولكنها تحولت مع الوقت وتراكم الصور واحتشاد الوجوه إلى معرض كبير يحمي ذاكرة المكان من المحو ويحرس ذاكرة الناس من الضياع وكأنه يسجل في كتاب الزمن 50 عاماً من عمر هذا الوطن وهذه المنطقة وهؤلاء الناس. ولم يكتفِ بالموهبة والخبرات المتراكمة في تنمية موهبته، بل دعم هذه الموهبة بخبرات خارجية إذ ابتعث لأمريكا وألمانيا كما أنه أخذ دورات داخلية خلال فترة عمله في أرامكو. وتتنوع وتتعدد صور معرض آل محيف فبعضها يظهر فيها ملوك وأمراء المملكة خلال زياراتهم للمنطقة الشرقية، والتقطتهم كاميرا آل محيف حين كان مصوراً في شركة أرامكو بينما تشكلت بقية صور المعرض على أبناء المنطقة والعاملين في الشركة منذ بداياتها، إضافة إلى صور المناسبات الحافلة التي شهدتها أرامكو أو المنطقة. وبعد رحيل الفوتوغرافي آل محيف تصدى أبناؤه لمهمة أرشفة هذا الإرث الضخم والمشاركة ببعض مقتنياته في المناسبات المحلية، ويساهم نجيب السيهاتي بأرشفة الصور إلكترونياً ونقل المعرض إلى المهرجانات والمناسبات الوطنية وحفلات المدارس لإيصال صور المعرض وذاكرته إلى كل الأجيال. وفي تاريخ هذا المعرض الكثير من المواقف ويروي السيهاتي أنه في مرة من المرات تفاجأت إحدى السيدات بصورة لجدها لم تكن تملك أي صورة له وكانت مفاجأة سعيدة ومذهلة لها.
وقد رصد المخرج السعودي عبدالجليل ناصر تاريخ وجماليات هذا المتحف أو المعرض الخمسيني للزمن في فيلمه «خمسون ألف صورة» الذي شارك فيه كل من تركي الجلال وناصر المبارك وسناء يونس من خلال حكاية شاب يلجأ إلى العم علي، للتفتيش عن صورة لوالده الذي فارق الدنيا، عندما كان صغيراً، أملاً بالعثور على صورة تمكنه من رسم ملامح والده في رأسه، وذلك بعد أن فقدت أمه كافة الصور التي أتلفت على يد أحدهم، متبعاً بذلك فتوى «تحريم الصور واقتنائها»، التي أطلت برأسها في مطلع الثمانينات، لتغير الكثير من المشهد العام، إذ أفقدت الكثير من الناس ذاكرتهم، بعد تخلصهم من أرشيفهم المصور.
السيهاتي: نسعى لتوسيع نطاق المتحف
كشف نجيب السيهاتي أن الفكرة نشأت في رأسه بعد مشاهدة الراحل للموظفين الأمريكيين في شركة أرامكو وهم يوثقون لحظاتهم عبر التصوير بالكاميرا، مؤكداً أنهم مع أبناء الراحل يسعون الآن لتوسعة نطاق المعرض ليشمل ذاكرة المملكة وليس المنطقة الشرقية وحسب، من خلال جمع الصور والتواصل مع المصورين لدعمنا بكل الصور التي لديهم.واختتم السيهاتي حديثه لـ«عكاظ» بإعلان أمنية القائمين على المعرض بالحصول على دعم هيئة السياحة في المملكة والموافقة على جعله متحفاً رسمياً.